أثر الإعاقة على الأسرة تبعاً لعمر الشخص عند حدوث الإعاقة
عند حدوث الإعاقة في عمر البلوغ المتأخر فالأثر النفسي يكون عادةً أقل حدة للأسرة، على العكس إذا حدثت مبكراً فأثرها يكون كبيراً على الأسرة وعلى تطور الإعاقة.
عندما تحدث الإعاقة عند الولادة، تتشكل حياة الطفل وشخصيته حول الإعاقة فيكون أسهل عليه وعلى أسرته التكيف بخلاف الإعاقة المتأخرة.
عمر الوالدين عندما تحدث الإعاقة لأبنهما عامل مهم، فالوالدان صغار السن أكثر عرضة لضعف التكيف بسبب عدم نضوجهم ومصادرهم الضعيفة، أما الوالدان كبار السن فهناك احتمالية كبيرة بأن يلدا طفلاً معاقاً مثل متلازمة داون، كما ينقصهما القدرة على التحمل للأعباء الإضافية للإعاقة، وقد يشعران بالخوف من الموت والقلق على من سوف يرعي ابنهما من بعدهما.
مرحلة الطفولة:
عند حدوث الإعاقة في مرحلة الطفولة، فإن الطفل قد لا يُظهر أي استجابة لجهود الوالدين في الاعتناء به مثل التعلق والارتباط بهما. مما قد يُشعر الوالدين بأنهما غير أكفاء لرعاية ابنهما المعاق.
قد تمنع الإعاقة الطفل من استكشاف البيئة المحيطة، والوالدان، بسبب خوفهما من الإصابة أو حدوث ضرر أكبر لطفلهما، قد يعوقانه أكثر عن الاستكشاف والتعلم. وقد يُفرطان في تغذية الطفل بسبب شعورهما بالتعاطف والذنب. ولو كان سلوك من حولهما سلبياً نحو الإعاقة فالوالدان يحاولان تعويض ذلك بالحماية الزائدة أو الجذع والقلق. هذه السلوكيات تعوق الطفل أكثر عن نمو الحس الاستقلالي والتحكم الذاتي.
مرحلة المدرسة:
عندما يذهب الطفل إلي المدرسة حيث يتفاعل مع أقرانه ومع المدرسين فقد يواجه صعوبات كبيرة في تنمية المهارات الاجتماعية والتكافؤ على الرغم من أن المدرسة يُفترض أن توفر برامج التربية الخاصة وتُعظم الاندماج مع المجتمع، ولكن يتأثر ذلك الدور بسبب عدم كفاية التمويل للتربية الخاصة، وعدم كفاية التدريب للمعلمين، وسلوك الأطفال الأخرين تجاه المعاق. يواجه الوالدان تحدياً كبيراً لمعرفة النموذج الأمثل لتعليم ابنهم المعاق وعدم التعارض بين المدرسة وبين مقدمي الرعاية الأخرين.
مرحلة البلوغ:
في البلوغ يواجه المعاق صعوبة كبيرة في تطور شخصيته واستقلاليته فقد يرفض العلاج أو أي إجراءات متبعة مع حالته مثل الدواء والغذاء أو يتّبع سلوكيات ضارة مثل التدخين. وقد يعاني من القلق نحو الزواج وإنجاب الأطفال. عند حدوث الإعاقة في البلوغ تتأثر شخصية المعاق وأسرته وخططه المستقبلية تأثراً كبيراً فهي مرحلة انتقالية حرجة ينتقل فيها الفرد من أسرته الأصلية وينشأ أسرة جديدة مع شريكه وينجب اطفالاً. إذا حدثت الإعاقة في هذه المرحلة فإن هذا الشريك يُصبح هو مقدم الرعاية الأساسي للمعاق مما يعمل على عودة الشخص مرة أخري للبيت معتمداً على الأخرين، ولكن الأمور لا ترجع كما كانت بين أفراد الأسرة إلا إذا أستطاع أن يمتلك من الخيارات ما يجعله معتمداً على نفسه.
مرحلة منتصف العمر:
إذا حدثت الإعاقة في منتصف العمر، فإن الحياة المهنية والأسرية تضطرب اضطرابا كبيراً للمعاق وأفراد أسرته الذين يعتمدون عليه. يتطلب ذلك إعادة توزيع الأدوار والقواعد والروتين اليومي، ولو كان الشخص المعاق يمارس عملاً فقد يضطر إلى تركه أو تغييره، مما قد يؤدي إلى انخفاض كبير ومفاجئ في الدخل. ولو كان والداً فمسئوليات الأطفال تتأثر بشدة فقد أصبح المربي يحتاج لمن يرعاه مما يؤدي لفراغ كبير في الدور التربوي في الأسرة. وكذلك خطط إنجاب أطفال أخرين تُستبعد تماماً. وقد يؤدي ذلك ببعض الأزواج إلى الرغبة في عدم الاستمرار في الزواج. أطفال معاقي منتصف العمر يشعرون بأن احتياجاتهم التربوية قد أهملت، وقد يضطروا لأداء بعض أدوار البالغين مثل رعاية الأطفال الأصغر، القيام بالأعمال المنزلية، أو حتى العمل لزيادة الدخل.
مرحلة الشيخوخة:
في الشيخوخة فالشخص قد يعيش سنوات عديدة يحتاج فيها للمساعدة في المعيشة اليومية وقد لا توجد الكثير من الخيارات للحصول على المساعدة. فشريك المسن قد لا يستطيع الوفاء بالأعباء الإضافية بسبب تدهور صحته وضعف قدرته على التحمل. ويكون الأطفال البالغين هم من يقرر أين يعيش المسن، فانتقاله للعيش مع أولاده أو وضعه في دار للرعاية أو للمسنين هو الخيار الأغلب، ولكن هذه الخيارات تسبب الكثير من الأعباء العاطفية والمادية والاجتماعية للمسن وأولاده. كما أن مسئولية المسن قد لا يتشارك فيها كل الأبناء، فالبنات البالغات أكثر اهتماماً من البنين في تقديم الرعاية للوالدين كبار السن مما قد يتسبب في التوتر والنزاع والضغينة بين الأبناء.